بعدما أُغلقت الساحة، اختارت فئات كثيرة التوجّه نحو الرياضة ونحو التسلية، للتنفيس، ويمكنكم التحقق ممّا أقوله في واقع النّاس، بل ربّما منكم من أتى إلى قراءة هذا المقال لذكر رابح سعدان. وعلى ذكره، يجري الحديث في هذه الأيام الأخيرة من رمضان حول إقالته أو استقالته عند شريحة كبيرة من شرائح المجتمع، بدل الاستغفار وذكر الرحمن، وبمن سيخلفه.
كلّ هذا لإلهاء عامة الناس على كثير من القضايا، منها الفضائح التي أصبحت تزكم منها النفوس، ومنها قضية المفقودين والمختطفين، ومنها شهادة عميل المخابرات كريم مولاي حول بعض المجازر وبعض الاغتيالات والاختطافات والتفجيرات التي كان شاهدا عليها، والتي تتطلّب فتح تحقيق حول ملابسات هذه القضية الخطيرة.
يجدُ الحديث عن رابح سعدان دعماً في وسائل الإعلام المحلية والدولية لتوجيه الرأي العام، بل اختراق الإعلام الحرّ للتغطية والتمويه على ما يحدث، ويُصوّر لك بعض من كلّفوا بهذه المهمّة، سعدان، كأنه هو سبب الهزائم و المصائب التي لحقت بالجزائر، وهو سبب التخلف والسقوط… ولو حقّقت في الأمر لأدركت أنّ الكثير منهم إلى وقت قريب كانوا يُسمّونه بشيخ المدرّبين.
اختلاق مثل هذه المواضيع يدخل في إطار سياسة التوجيه الخاطئ والتيئيس والإلهاء…
كان على من بيدهم قرار إقالة سعدان أن يتركوا هذا الأمر على الأقل بعد الإفطار، لا في العشر الأواخر من رمضان، ولكن كما يقال في قاموسنا، لمن تحكي زابورك ياداوود؟
لقد دأب هؤلاء على الصيد في المياه العكرة من خلال استغلال الأوضاع، فمن يتاجر بآهات الشعب قادر أن يفعل كل شيء.
الفرحة الحقيقية عند المواطن الواعي، هي العيش الكريم، من خلال المسكن، والعمل، والنقل، والأمن، والرخاء، والحبّ، والاحترام المتبادل، والنظافة، والبيئة، وتكافؤ الفرص… وليس البحث عن فرحة عابرة من خلال السراب الذي يحسبه الظمآن ماء.
اللّهم إنّك عفُوّ كريمٌ تُحبّ العفو فاعفُ عنا.
نور الدين خبابة
5 سبتمبر 2010