هذا البحر الذي بيننا ماء لا غير
وهذا الودّ الذي بيننا وأده عسير
في النفق المظلم المؤدي إلى مكان موعدنا

سمعتُ صوت خطى تتبعنا
وفي سماعة الهاتف وفي جهاز الكمبيوتر
وضعوا جاسوسا يترقب همسنا والزفير
وفي كل مقهى أجلس فيه لأحتسي قهوتي
وضعوا شرطيا في ثوب سكير

وضعوا في جيب كل خائن وصديق
عند الحلاق وبائع الزهور مسجّل للصوت

والسائح الذي تربّع في الحديقة صدفة
ليلتقط صورا للحمام،
كان مكلفا بمهمة الإطاحة بحبّ مجنون

وذاك الذي غنّى أغنية حبّنا في الشارع
وصفّق له الجميع،
كان عميلا يطارد عشقنا الممنوع

وذاك الإمام الورع،
الذي كان يهرول في مشيته لكي لا تفوته الصلاة
كان يريد قتل قصتنا ما بقي منها وما فات

حبيبتي
حتى هذا البحر الذي بيننا
لم ينزع منهم كرههم لحبنا
وحتى وإن لم يبقَ لنا سوى الحب عن بعد
فسوف يمنعون ذاك الودّ أن يحيى
ولو بزرع الموت في المترو من جديد

غاني مهدي
4 أوت 2010

غاني مهدي كاتب وإعلامي جزائري

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version