Qsentini.jpg
سيّدي فخامته،
ستّون شابا، كل أسبوع، يوّدعون هذا البلد من أجل حرقة في قلوبهم…
لقد تقطّعت بهم الأسباب، بعد أن يئسوا من كل برامج فخامتك…

يبدو سيّدي أنّ تخدير المونديال قد زال مفعوله…
وإذا بقي الحال كما هو عليه، سيّدي،
سأكون مجبرا لإدماجهم إلى قائمة المفقودين، والحمد لله أننا لم نغلقها بعد…

سيّدي فخامته،
ماذا لو طلينا جثث الغرقى من هؤلاء الحمقى بالأسود، وقُلنا أنهم أفارقة أرادوا الهجرة إلى أوروبا؟
ماذا لو قلنا بأنّ درودكال يحرّض أنصاره على تفجير أنفسهم في البحر لمنعنا، سيّدي، من أكل الكروفات؟
ماذا لو منعنا على شباب هذا الشعب المبهدل من الاقتراب من البحر؟
ماذا لو جعلنا البحر، سيّدي، منطقة أمنية لا يدخلها إلا أحبابنا وأحباب أحبابنا؟

سيّدي فخامته،
وفي ختام تقريري هذا، أأكد من جديد، أنّ الهجرة السرية عمل غير أخلاقي،
أولا لأنه سري… ثم إنه يمسّ بقيَم شعبنا الأبي…
هذه الهجرة ليست وليدة أسباب سياسية كما يدّعي البعض،
إنما هي محاولة من شباب طائشين يريدون أن يقتنوا سيارة فخمة لدخول الشيراتون لا غير…

سيدي فخامته،
لكل هذه الأسباب، أقترح حرمان كل حراڤ من شهادة البكالوريا، وكل الشهادات الجامعية إن وُجدت…
كما أقترح على الأئمة الذين رفضوا الوقوف للعلم الوطني، أن يفتوا بحرمان صلاة الجنازة على كل حراڤ غريق.

غاني مهدي
21 جويلية 2010

غاني مهدي كاتب وإعلامي جزائري

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version