في غياب كتابة التاريخ وتزوير الحقائق في رابعة النهار، والمُتاجرة بالثورة، يُطلّ علينا سعيد سعدي المُشقف والديموخراطي بخرجة جديدة قديمة، مفادها أنّ هواري بومدين ومعه عبد الحفيظ بوصوف، بطريقة سرّية، أعطيا معلومات مكان تواجد عميروش وسي الحواس رحمهم الله جميعا وكل شهداء الجزائر، وبهذه الطريقة تمّت محاصرتهما من طرف فرنسا الصديقة التي نشر فيها كتابه وتمّ استشهادهما.

والمتتبع لما نُشر في وسائل الإعلام حول القضية، يتأكد من أنّ سعيد سعدي لا يبحث عن الحقيقة بقدر ما يبحث عن الأضواء، من خلال استعمال المُفرقعات، ويتلاعب بالمتناقضات، ويستعمل السُذّج من الإسلاميين والوطنيين المُزيفين في بعض القضايا.

يستطيع المواطن الجزائري الخالص، أن يُفرّق بين اتهام ميّت لا يستطيع الدفاع عن نفسه، بالوشاية، وبين واش يُطالب في كل مناسبة بالتدخل الأجنبي.

يستطيع المواطن الجزائري الخالص أن يُفرّق بين اتهام ميّت بمقتل شخصين أو مجموعة، وبين واش بشعب كامل، كان وراء مقتل الآلاف من خلال التحريض المُعلن والمُبطّن.

يستطيع المواطن الجزائري الحرّ الشريف أن يُميّز بين من خطب في الأمم المتحدة بلغة عربية فصيحة قائلا: “بسم الله الرحمن الرحيم”، وبين من يتودد لهيئات أممية صباح مساء ولا يتحرج من زيارة دولة الاحتلال.

يستطيع المواطن الجزائري الحرّ أن يُفرّق بين من حافظ على الوحدة الوطنية ،وبين من كان سببا في نشر الفتنة وزرع الشقاق بين أبناء الوطن الواحد.

يستطيع المواطن الجزائري الشريف، أن يُفرّق بين مجاهد حملَ السلاح وحارب المستعمر على أرض المعركة، وبين عميل حملَ السلاح وحارب أبناء وطنه…

حق على الرئيس الجزائري هواري بومدين رحمه الله على ،أن أنش عليه الذباب وهو في قبره ،ولو كان حيا ماتحدث سعيد سعدي ولما اتهمه بهذا الإتهام ، وكما نقول بالدارجة الجزائرية، العب يابلارج في بلاد الرحب. (بلاّرج، أي، اللقلق، بلاد الرحب ،أي ، التي فيها الماء والإخضرار).

سعيد سعدي أراد له الخونة في النظام الجزائري، أن يقوم بدور مُعيّن بعد خنق الحرّيات وإخلاء الساحة من السياسيين والطعن في الشخصية الجزائرية وقتل إرادة المواطن، بالتيئيس تارة وبالاستفزاز تارة أخرى. تُرك المجال له هو ولويزة حنون لتسويق واجهة للخارج من جهة، على أنّ هناك معارضة، ومن جهة أخرى للقضاء على ما تبقّى من شرف الثورة، وقد وصل الأمر لتعيينه رئيس حكومة استفزازا للأمة بعد الانقلاب، لولا أن قضى الله بحكمه، مع أنه لا يُمثّل إلا جهة في الوطن.

بومدين الذي كان يحمل السلاح ويواجه المستعمر على أرض المعركة، يُتهم بالخيانة. يا للعجب! وفرحات مهني الذي يدعو إلى الانفصال علنا يُعتبر مُقاوما ؟

يمنع المواطن الجزائري من التجمهر في العاصمة للمطالبة بحقوقه المهضومة وعبر تراب الوطن، ويسمح لمهني وسعيد سعدي في تيزي وزو وغيرهما من المحاضرة في الجامعة؟

يسمح لسعيد سعدي وأتباعه من الدخول إلى البرلمان ومخاطبة الشعب ويمنع خيرة أبناء الشعب من دخول البرلمان ويرمون في الصحاري وينفون إلى مدغشقر، يا للعجب.

يُسمح للمزابيين لإقامة دولتهم “الاسلامية” داخل دولة “ديمقراطية” بحجة الحفاظ على التقاليد واحترام الأقليات ويُمنع أصحاب الأغلبية من مُمارسة النشاط بل حتى من أبسط حقوقهم المدنية، من جواز سفر، وتنقل، وعمل …

وفي ظل هذا الاحتقان وسياسة النفاق يتم إلهاء الشعب بكرة القدم، وتتحوّل الأنظار من أم درمان ومن مصر إلى جنوب إفريقيا، تُصرف الملايير وتُحضّر الأجواء، فالوطني هو من يرفع العلم ويتغطى به، يضعه في الشرفة وفي الحي وفي السماء وتحت الأرض، وفي السيارة وفي الطائرة وفي البرّ والبحر، وتسبّ مصر وشعبها، ويأخذ صورة مع هذا وذاك، والأمريكان على أبواب غرداية دخولا إلى الصحراء بحجة وجود القاعدة، وكمال الدين فخار وبوصوفة و بوق… رؤوس الفتنة في بريان يُنادون ويصرخون، أحموا الأقلية من اضطهاد العرب ومن التمييز العنصري ويناشدون الهيئات الدولية للتدخل.

متى يفيق النيام، متى يفيق المحسوبون على المعارضة من مُخططات جهنمية تهيئ لفصل الصحراء، وفصل منطقة القبائل عن باقي ولايات الوطن؟

متى يفيق الشرفاء في النظام، أنّ هناك عملاء داخل أجهزة الدولة متواطئون بالسكوت وبدعم جهة على أخرى وبسياسة الكيل بمكيالين؟

ليسمح لي رابح سعدان مُدرب الفريق الوطني لإقحام اسمه في هذا المقال، فيعلم الله مدى احترامي له وللفريق الوطني، وأتمنى من كل قلبي التوفيق لمنتخبنا، ولكن هل من حقي أن أغضب وأنا أرى من يعتمدون شهادة سعدي حول بومدين، وكأنه مؤرخا أو مجاهدا من الذين عايشو عميروش أسد جرجرة، ويقضي شبابنا أوقاته للحديث عن سعدان وعن كرة القدم، بل تلفزتنا اليتيمة، ومُخططات التقسيم تنفذ عبر مراحل، مرة بحجة تغيير النظام وتوحيد المعارضة ضده دون تفريق المحسوبين على المعارضة بين الشريف، وبين الوضيع الذي يخدم سياسة الإنفصاليين، ودون التواصل مع الشرفاء في النظام سواء على المباشر أو من خلال الخطاب، ومرة بمطالبة هيئات دولية بفتح تحقيقيات ووجود القاعدة، في غياب دولة المؤسسات، وبتهيئة الأجواء وصناعة الرأي من خلال الكتاب المرتزقة سواء الذين هم بالداخل أو الذين ابتعثوا للخارج للقيام بدور المعارضة المزيفة، ومرة بطلب حماية الأقليات في الجنوب أو البوليزاريو في ظل اليأس والإحباط المستشريين، حيث أصبحت قابلية الاستعمار لدى المنهزمين في ارتفاع رهيب…

أليس من حقي أن أغضب يا سعدان وأصرخ، فلعل النائمين من الأغلبية الصامتة يستيقظون ذات يوم من سباتهم ويقومون بدورهم الحقيقي في أخذ المبادرة ويعرفون أنّ التاريخ لا يكتب من سعدي وأنّ النهضة لا يأتي بها المنتخب الوطني وسعدان. وعوض أن يتنازعوا عليهم بالوحدة، فإن الخروف إذا ما خرج عن القطيع بمفرده، أكلته الضباع.

نور الدين خبابة
2 ماي 2010

3 تعليقات

  1. غير معروف بتاريخ

    ما هدا يا شيخنا???
    ما انا الا طالب فلا تلوموني ان لمت لائما لام لائما

    فكيف وانا مواطن ساحيي هدا الدي تراه حافظ على وحدة وطنية جوفاء,سفاح ديكتاتوري (houari stalin) وما ماساتنا الا ثمار السياسة الرشيدة لزعيم البعثية العربية

    يا سيدي ما دفاعك عنه الا تاكيد لمقولة منتقدك

    عجبا عجبا من مثقف يحن الى ديكتاتورية

  2. غير معروف بتاريخ

    جوابي
    نار بومدين ولاجنة سعدي والمسمون زورا بالديمقراطيين.

  3. غير معروف بتاريخ

    takalama bi lougha aararbia fassiha.

    mais mon ami meme les sionistes qad yatakalamou bilougha aarabia fassiha

Exit mobile version