فرّج عن نفسك يا معارض!

دون مقدمات، أنت يا من رأيت بوتفليقة طيلة الحملة الانتخابية في الشارع، فوق الشجر، أو تحت الحجر، في الجدران، أو من خلال الجرذان، في السماء، أو في الأرض، في الهواء، أو تحت أعماق البحر، في أوربا، أو في قارة أخرى، أنت مشارك في هذه النسبة المئوية التي أعلن عنها الأصمُّ الأبكم يزيد، فلا تحاول أن تستهزئ بعقول الناس من أنك مُقاطع، كيف أنت مقاطع وأنت تتحدث عن بوتفليقة صباح مساء، هو لا يعرفك، أمّا أنت فتعرفه، أليس كذلك؟ هو لا يراك أما أنت فإنك تراه صباح مساء، هل تستطيع أن تنكر ذلك؟ أنت تأكل وأنت مشغول به، تفطر به وتنام عليه، هل تستطيع أن تتهرب من ذلك، كيف قاطعته قل لي بالله عليك؟

أنت أيها الصُحفي كم من مقال كتبته عن بوتفليقة؟ وأنت رجل الشارع كم من حديث شغلك به في المقاهي وفي الملاهي؟ وأنت أيها الممثل والمغني، وأنت أيتها العجوز الشمطاء أو أيها الشيخ الأعزب عزوبة صاحبي،كم قضيتما وأنتما تتنقلان في أي مكان في المستشفى أو في دار العجزة، وأنتما تنظران إلى صوره التي عُلّقت في الطائرات وفي كل المحيطات بل حتى في الحمّامات؟ أنت أيها الإنسان الذي يدّعي الحياد، كم سئلت عن رئيسك وعن بلدك، هل استطعت أن لا تجيب من أنك لا تعرفه، وهو المفروض على رقبتك، كما فُرضت السماء على الأرض وأنت بينهما؟

أنت يا علي بن حاج المُلقّب بالشيخ وهو شاب، يا من زعمت أنك قاطعته، كم من خطبة، وكم من موعظة، وكم من حديث وبيان فصّلت فيه موقفك منه، هل تستطيع أن تتبرأ من ذلك؟ وأنت يا آيت أحمد ويا سعيد سعدي، ويا كلّ الذين تنقلوا لشرح مواقفهم من عهدة الرئيس الطويلة، التي لا تنتهي إلاّ إذا انتهى به الحال كما خطب في الناس ذات يوم، هل تستطيعون أن تتطاولوا على الإجابة لهذا السؤال الوجيه و تؤجلونها وأنتم موقنون بالإجابة؟

وأنتم أيها الرؤساء المتقاعدون، أو الوزراء المتقاعسون، هل أحد منكم صوّت في صندوق الاقتراب الخشبي أو الاقتراح كما قال نابغته؟ فلماذا امتنعتم؟ هل امتناعكم هو تجاوز الواقع أو نسيان صاحب العهدة التي شرحنا؟ أم هو مشاركة طوال اليوم بل الشهر والسنة؟ كيف بربكم تعلنون مُتحدّين جلالته بأنّ نسبة المشاركة مُتلاعب فيها، وأنتم تتلاعبون بالعقول؟

إنها نسبة منطقية منطق الأبكم يزيد وكل المدّاحين الحُمّصين، والآفة لانيين، الذين يعتبرون بأنّ الزمن لا يتغير، ولا الأرض تدور، ولا القمر ينجلي، إلا بإرادة وليهم الذي لا يعصى، ويأمر فيطاع، وبحظه ورعايته توسّعت مداركهم حتى أصبح الأعمى مون أمور دكتورا، وببركته سقطت الأمطار، بل بغضبه أزبدت السماء وأرعدت، وسالت السيول على ميزاب وباب الوادي حتى استغفر لهم ربهم الأعلى، أفلا تخشون من عقابه؟ أفلا تنتهون من معاملته معاملة المقاطعين بهذا الشكل؟

أيها الضالون الخوارج!

وسّعوا على العيال واتركوا له طول اللّسان، حتى يتعب من الصياح فيصاب بالبُحاح فينشف ريقه، وتتكمش أمعاؤه، فيعرق ويبول، وإذا وصله ملك الموت وذهب به، أعلن لكم من قبره عبر وزيره الحاج، حجّ الزهوانية في كاباريهات وهران، أنه عبد مطيع للهوى والقبّعة طال به الأمل وظن أن الشباب يُشترى بالمال، والثقة كذلك، وعندما زُحزح وأدخل الحفرة تاب، فمتى تكفوا أيها المعارضون من الافتراء عن نسبة المشاركة المتدنية والأرقام البالية على بديع الزمان؟

ملاحظة

استثنيت الأطفال حتى لا تتلوث عقولهم بالسياسة، كما استثنيت النساء تكريما لهن كما قال الرئيس في خطابه يوم تعديل المنشور، وبمناسبة عيد خليدة وكما نطقت الصناديق بلالّة الوزّة الحنون.

نور الدين خبابه
13 أفريل 2009

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version