تحية للصحافي سليم بوخذير القلم الحرّ، وهو يبدأ هذه الليلة في زنزانته بصفاقس سنة سجن فاتورة رفع الرأس.
تحية للرجل الذي رفض أن يمثل أمام قاض فاسد، يجره إليه بوليس فاسد، لمقاضاته من أجل تصديه لدكتاتور فاسد

وبالمناسبة إلى الجالسين على الربوة في كامل أرجاء الوطن
هل لكم أخيرا في شيء من الجرأة مثل سليم ؟

إلى المنهزمين ،الانهزاميين، المستسلمين، المنبطحين
هل لكم أخيرا في شيء من الجرأة مثل سليم ؟

إلى المطيعين ، المفعول بهم ، المنفّذين لكل موبقة
هل لكم أخيرا في شيء من الجرأة مثل سليم ؟

إلى الذين تبدأ وتنتهي قضاياهم المقدسة مع الخبزة
هل لكم أخيرا في شيء من الجرأة مثل سليم ؟

إلى النظارة ، المنتظرين ، القاعدين عن كل مكرمة
هل لكم أخيرا في شيء من الجرأة مثل سليم؟

إلى الصامتين عن كل إهانة، القابلين لكل إذلال
هل لكم أخيرا في شيء من الجرأة مثل سليم ؟

إلى الخاملين ، الخانعين ، الهازئين من كل كريم
هل لكم أخيرا في شيء من الجرأة مثل سليم ؟

إلى المتحصنين في مكتباتهم ، المحتمين وراء شاشاتهم.
هل لكم أخيرا في شيء من الجرأة مثل سليم ؟

إلى الأبواق، المرتزقة، المأجورين، والثمن أرخص الأثمان
هل لكم أخيرا في شيء من الجرأة مثل سليم ؟

إلى الطامعين، الانتهازيين، المنافقين
هل لكم أخيرا في شيء من الجرأة مثل سليم ؟

إلى الذين أوصلوا السارق لباب غرف نوم زوجاتهم
هل لكم أخيرا في شيء من الجرأة مثل سليم؟

وأنتم يا من "سبّقتم الخير" على الحذر والتنازلات على الحقوق
هل لكم أخيرا في شيء من الجرأة مثل سليم ؟

وأنتم شبابنا الفار، الراكض إلى المراقص، الراكض إلى الجوامع، الراكض إلى قوارب الموت
هل لكم أخيرا في شيء من الجرأة مثل سليم ؟

أما آن الأوان لتصبحوا شعبا ؟
تستطيع أن تفعل كل شيء بشعب، لا تفعل أيّ شيء بقطيع
هل سأسمعهم يقولون يوما "اردمهم في الخطّ " و "لن تضرب لا رأسي ولا أي رأس وإلا رأسك هو الذي سأضرب"..
أم عليّ أن أتمثل بقول الشاعر
ولو نارا نفختها أضاءت لكنّك تنفخ في رماد.
هل من حقي الإصرار على الأمل ؟
لأنه ما زال تحت رماد التونسيين جمرة ستلتهب يوما نارا ونورا
تحية لسليم و لكل النائمين هذه الليلة في زنزانات كأنّ في ظلمتها شعاع يتنفّس

منصف المرزوقي

4 ديسمبر 2007

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version