Mémoires d’un algérien, Craintes et espérances
الجزء الرابع من مذكرات طالب الابراهيمي

محمد مصطفى حابس: جينيف / سويسرا

منذ سنوات عديدة ونحن ننتظر الجزء الرابع لمذكرات الوزير أحمد طالب الابراهيمي، وحتى لمّا كان يزور ابنه أو يأتي للسياحة والعلاج في جينيف بسويسرا، كُنا عموما نسلم عليه أيام الجمعة في المسجد الكبير وأحيانا أيام العيد ونستفسر عن باقي مذكراته، وأول ما تحدثتُ شخصيا مع الوزير طالب الإبراهيمي حول مؤلفاته ونشاطه الفكري بعد خروجه من العمل الوزاري في نهاية التسعينات بسويسرا، حيث حدثه صاحب مكتبة عربية في جنيف، أنه يعرف شاب جزائري مهتم بتراث جمعية العلماء وتاريخ الجزائر عموما، وله بعض “الخربشات” في الصحافة الجزائرية واللندنية، فطلب الابراهيمي أن نلتقي في هذه المكتبة، قصد مساعدته في أمر ما، و من الأمور التي حدثني عنها، أنه بصدد إتمام جمع تراث والده الشيخ العلامة البشير الابراهيمي وقد طبع بعضها في دار الغرب الإسلامي بلبنان لصاحبها التونسي الحبيب اللمسي الذي طبع العديد من آثار جمعية العلماء وتاريخ الجزائر وأمور ثقافية أخرى .. والدكتور أحمد طالب الابراهيمي في هذه الفترة كان بصدد جمع جريدة “الشاب المسلم” بالفرنسية، Le jeune musulman لسان حال شباب جمعية العلماء، التي كانت تصدرها جمعية العلماء في عهد رئيسها الشيخ العربي التبسي قبل الثورة التحريرية في خمسينات القرن الماضي، وكان أحمد طالب من أبرز أقلامها و مسيريها، حيث كان معه كبار أقلام الجزائر ايامها أمثال المفكر مالك بن نبي و توفيق المدني والدكتور الهاشمي التيجاني والدكتور علي مراد والدكتور عبد العزيز خالدي ومصطفى الأشرف ومصطفى كاتب ومحمد الشريف الساحلي وعطاء الله سفاري، وعمر أوزقان والشيخ العربي التبسي وحتى ترجمات مقالات سيد قطب وغيره، ومن هذا اللقاء يريد مني الدكتور طالب تحديد أن أساعده في البحث عن أعداد أخرى لإتمام مشروعه وطبعه عاجلا لأنه لم يجد كل اعداد ” الشاب المسلم ” لنشرها كاملة في دار الغرب الإسلامي بلبنان. فقلت له متأسفا أني مطلع على المجموعة كاملة وقد كنت استعرتها من المركز الثقافي الإسلامي بالجزائر العاصمة، واختلسها مني – بداية العشرية السوداء – أحد الاساتذة ” السياسيين الإسلاميين الجدد”، أصحاب الائتلاف والاعتلاف، وصار برلمانيا كبيرا فوزيرا في حكومة الانقلاب وذكرت له اسمه تحديدا وكيف استحوذ على الأمانة أشهر وأشهر، حتى سافرت للخارج، لكن ربنا سطر لأن للمركز نسخة ثانية وأنا كانت عندي صورة طبق الأصل قليلة الجودة. فلم يستغرب الدكتور أحمد طالب من قصة ” ضياع النسخة” وذكر لي أمورا أخرا عن زعماء تيار هذا الوزير..
جيل طالب الإبراهيمي لم يعتني بكتابة مذكراته:
كما تعرفت على الابراهيمي قبل ذلك عابرا قبيل تأسيس حزبه السياسي وكان قد عرفني به شيخنا العلامة إبراهيم مزهودي لمّا كان إماما خطيبا بمسجد الرحمة بالعاصمة، والشيخ مزهودي الرئيس الشرفي لجمعية العلماء في تسعينات القرن الماضي لمن لا يعرفه كان أيضا سفيرا للجزائر في مصر في عهد بومدين، وأراني هذا الشيخ الفاضل يوما صورة تاريخية متداولة في الكتب الجزائرية، فيها صورة الشيخ الإبراهيمي يتوسط الشيخين العربي التبسي والفضيل الورثلاني، وخلفهم شاب طويل القامة، وسألني من يكون هذا الشاب النحيف الطويل، خلف الشيوخ الثلاث؟ أجبته مترددا، بقولي اظنه طالب الابراهيمي أو هكذا قيل لي!! فقال لي متبسما، بل هو صاحبكم “التبسي” هذا الذي خطب فيكم اليوم الجمعة، لكن “بلا قندورة ولا لحية أيامها”، فعرفني من يومها ببعض زملائه مفرقا بين عائلتي الابراهيمي وطالب الابراهمي، إذ الشيخ إبراهيم مزهودي كانت له علاقة قديمة بالوزير أحمد طالب ابن الشيخ البشير الإبراهيمي والوزير الأول عبد الحميد ابراهيمي بن الشيخ مبارك الميلي، من زمان من قبل الثورة وكل منهما يذكر فضل الشيخ العربي التبسي عليه وجمعية العلماء في عمومها.
وللتوضيح فقط للأجيال الجديدة، فالشيخ إبراهيم مزهودي (9 أوت 1922 الحمامات – 27 فبراير 2010 بتبسة) خريج جامع الزيتونة درس في باريس سنة 1948 بجامعة السوربون، وعمل بمدرسة التدريس بتبسة. أنظم عام 1956 إلى جيش التحرير الوطني خلال الثورة التحريرية وتحصل على رتبة رائد. وهو من كبار جمعية العلماء، أصيل قرية يوكس الحمامات بولاية تبسة والمتزوج ببنت العلامة مبارك الميلي، صاحب كتاب، “رسالة الشرك ومظاهره”، ووالد المرحوم عبد الحميد براهيمي والسفير محمد الميلي، كان أيضا عالم وديبلوماسي خسارة لم تجمع مذكراته هو أيضا وغيره من أبناء جيلهم المخضرم.

كدنا نفقد الأمل في مذكرات الإبراهيمي لولا رعاية الله وبزوغ فجر “مخاوف وآمال”
كما تعرفنا على الدكتور أحمد طالب من خلال أستاذنا الكبير سي الهادي الحسني، الذي اشتغل معه في إعداد سلسلة ” آثار الإمام البشير الابراهيمي”، ومنذ أشهر قليلة ماضية فقط، كنا نعد لحوارات مطولة لرموز الجزائر وقدماء مسيرتها، قبل أن تختطفهم منية الأقدار، مثل ما رزئنا في المدة الأخيرة بفقدان الدكتور عثمان سعدي و الدكتور السعيد شيبان، رحمهما الله.. قلت نعد في حوارات مطولة بالفرنسية والعربية منها ما برمجناه مع الدكتور طالب الابراهيمي وسوفناه عدة مرات، معلوم أن الرجل إعلامي أيضا، لما لا وهو مؤسس “جريدة الشاب المسلم” بالفرنسية لسان حال شباب جمعية العلماء في الفترة (1952-1954)، ورئيس “الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين”، وكان بعد الاستقلال وزيرا في عهد الرئيسين بومدين والشادلي، ولا سيما في وزارتي التربية الوطنية والشؤون الخارجية من 1982 إلى 1988، وكان مرشحا لرئاسيات 1999.
أقول أننا كدنا نفقد الأمل في قلم الإبراهيمي، لتقدمه في السن ومرضه العابر في المدة الأخيرة ووفاة زوجته، لكن حمدت الله على كل مكروه في المدة الاخيرة أن الدكتور طالب الابراهيمي بصدد إنهاء جزء آخر من المذكرات، وقد أتعبته الأشغال وارهقته كثيرا خاصة بعد مرور موجة وباء كورونا، وكنت في البداية أظن أنها مذكرات الشيخ الامام البشير الابراهيمي، حتى أخبرني أحد الأستاذ من جينيف تربطه علاقة صداقة مع نجل الابراهيمي، أن المذكرات المعنية هي مذكرات الوزير طالب الإبراهيمي وليس الإمام ..

وفي مجلده الرابع الجديد الذي نزل للمكتبات هذا الأسبوع من “مذكرات جزائري” بعنوان “مخاوف وآمال (1988-2019)” بالعربية والفرنسية، والصادر عن منشورات القصبة (الجزائر)، يتطرق الدكتور طالب الإبراهيمي لحياته والمشهد السياسي الذي ساد في هذه الفترة من بداية التعددية السياسية، والكتاب مقسم إلى 14 فصلاً، يستعرض الأشهر الأخيرة من رئاسة الشاذلي، وفترة بوضياف المؤقتة ونهايته المأساوية، فضلاً عن رئاسة زروال ومناورات نسف مبادرة سانت إيجيديو التي رأت النور في إيطاليا.
ولو أني لم أقرأ بعد بالتفاصيل محتوى الكتاب، إلا أن قيمة هذا الكتاب تأتي كمساهمة وشهادة للتذكير التاريخي ببعض محطات الجزائر للأجيال المتعاقبة، ولا سيما إبان دوامة العنف في العشرية السوداء بعد فوز الاسلاميين (الجبهة الإسلامية للإنقاذ) بالانتخابات البرلمانية، وكذا بعد الانتخابات الرئاسية التي ترشح لها الدكتور طالب، وأنسحب منها أخر لحظة مع باقي المترشحين، ليتربع على الدولة لعقود الرئيس المخلوع بوتفليقة..

فترة صعبة من تاريخ الجزائر، 1988، غنية بالأحداث والتحولات:
في هذا الجزء يستكمل وزير خارجية بومدين مشروعه في قراءة تاريخ الجزائر وفق سياق تاريخي وحضاري كان فيه الدكتور طالب وفيا لتوجهاته وخياراته السياسية والفكرية والايدلوجية.
يعبر هذا الجزء من سيرة نجل الشيخ الإبراهيمي فترة صعبة من تاريخ الجزائر، كانت غنية بالأحداث والتحولات التي طالت البلد منذ أحداث 1988، وصولا إلى الحراك الشعبي الذي قبر مشروع “الرئاسة مدى الحياة”، مرورا بفترة الأزمة والعشرية السوداء وما رافقها من أحداث متسارعة وشمت تاريخ الجزائر الحديث.
يقف أحمد طالب الإبراهيمي في هذا الجزء موقف المدافع عن تراث حزب جبهة التحرير، ويرفض جملة وتفصيلا الانتقادات التي وجهت للحزب الذي كان له الفضل حسبه في قيادة ثورة حررت الجزائر من المستعمر، ويعوز الإبراهيمي فشل “حزب جبهة التحرير” إلى كون” النظام استعمل الحزب كمجرد جهاز أصبح مطية للمتسلقين والانتهازيين.
ويكشف صاحب المذكرات عن بعض خبايا الصراعات في هرم السلطة مؤكدا أن محمد صالح يحياوي كان الأقرب لخلافة الرئيس الراحل هواري بومدين قبل أن تميل الكفة لصالح رئيس الناحية العسكرية الثانية الشاذلي بن جديد، رحمه الله.
توّقف أحمد طالب في مذكراته أيضا عند خلافه مع وزير الصناعة الأسبق الراحل بلعيد عبد السلام. وردا على ما جاء في كتاب عبد السلام ” الغاز الجزائري” قال أحمد طالب أنه لم يكن مسؤولا عن ملف” ألباصو للغاز” كما ادعى عبد السلام، واتهم طالب بلعيد عبد السلام بتصفية حسابات قديمة.
كما كشف الإبراهيمي أنه فكر في تقديم استقالته من الحزب احتجاجا “على استعمال التعذيب أثناء أحداث أكتوبر، لكن بعض الأصدقاء أقنعوه بالتراجع عن الفكرة حتى لا يكون سببا في فشل المؤتمر وحتى لا يتهم بالانسحاب في الوقت الذي كان فيه البلد يعبر مرحلة جديدة.”
وفي ذات السياق توقف وزير التربية في عهد الشاذلي بن جديد عند لقاءه بزعيم ” الجبهة الإسلامية” الشيخ عباسي مدني في 29 أفريل 1990 والحديث الذي دار بينهما. قائلا: “في الجلسة التي جمعته بعباسي مدني دار الحديث حول الشق الاقتصادي في مشروع الفيس والذي كان حتى تلك اللحظة مبهما وغير واضح. ومفهوم المواطنة والأسس القائمة عليها”.

الكتاب قد لا يسعى للإجابة على كل الأسئلة لأنه يحتاج تفاصيل أكثر:

والكتاب في عمومه شهادة لا يمكن أن تتجاهل شروط إنشاء حزبه، حركة الوفاء والتعددية الحزبية، أو سجل عهد بوتفليقة بتعرجاته والمختوم بالحراك الشعبي. عموما هذا الكتاب قد لا يسعى للإجابة على كل الأسئلة لأنه يحتاج الى مجلدات أخرى تفصيلية، لكنه سيثير حتما نقاشا طويلا في الساحتين السياسية والإعلامية، من خلال وضع الشخصيات في مركز الأحداث، كما يبرز، دون الإصرار كثيرًا، بعض أوجه عدم اليقين الخاصة بهذه الفترة من الضباب والاضطراب والعنف، كما أكد في مقدمة كتابه هذا، المُهدى للمرحوم بلعيد محند أوسعيد، معاونه وصديقه لمدة 50 عامًا، والناطق الرسمي باسم حزب الوفاء، والذي “امتلك الفضائل الأساسية للمقاتل الأصيل: الكفاءة والشجاعة والولاء والذي أعفاه من العديد من الأعمال اليومية حتى يتمكن من تكريس نفسه حصريًا لكتابة هذا المجلد الرابع، موجها له”تحية مليئة بالامتنان والمودة العميقة”، على حد تعبيره.
حوارنا حول المذكرات قصد دراسة تشريحية معمقة لأهم محتويات الكتاب:
عموما سنعود في الأعداد المقبلة بحول الله بحوار مطول مع المؤلف إن سمحت ظروفه الصحية كما وُعِدنا، ودراسة تشريحية معمقة لأهم محتويات الكتاب وفصوله فصلا فصلا لأن هناك أجزاء ومحطات تاريخية لم يتوقف عندها الكاتب بما يشفي الغليل أو مخافة إثارة حزازات بعض الساسة، وهناك تساؤلات أخرى حول مشاريع فكرية أخرى للمؤلف، منها خاصة مجلد جديد من سلسلة “آثار الشيخ الامام البشير الإبراهيمي” الذي سمعنا عنه منذ عقود!!
لِمَ لا والمؤلف قد ذكر في هذه الآثار فضل واله في تربيته وتوجيهه خاصة أيام نفيه إلى أفلو، كيف حرص الإمام الإبراهيمي ليس فقط على تربية أجيال من الجزائريين، بل حتى تربيته هو وإخوانه، وقد استمتع القارئ العربي بحسن طريقة جمع تلك المذكرات عموما وأنا منهم، أذكر ما جاء في المجلدات الثلاث، تقريبا جملة جملة، وأذكر أيضا حرص الإمام على التعليم حتى وهو في الإقامة الجبرية في عهد الاستعمار و الاستقلال، حيث كتب الدكتور أحمد طالب في موضع آخر، ما ملخصه:” بعد صلاة الفجر من كل يوم كان والدي وشقيقي محمد وأختي رشيدة يتلون جزءا من القرآن الكريم، ثم نجلس حول مائدة وكل واحد منا يحمل كراسا”.. مبينا بقوله:” كان أبي يملي علينا آية قرآنية، أو حديثا نبويا، أو بيتا من الشعر العربي، وكانت أول آية فسرها لنا هي قوله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 264].
وأول حديث شريف شرحه لنا هو: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» وأول شعر حفظته عنه هو هذان البيتان:
رضينا قسمة الجبار فينا *** لنا علم وللجهال مال
فان المال يفنى عن قريب *** وأن العلم باق لا يزال

الأجيال في حاجة ماسة الى مزيد من مذكرات قامات الأمة بمختلف اللغات:
ومن باب فذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين، حري بهذه الشهادة من الدكتور أحمد طالب ونجل الامام الابراهيمي عن والده وأصحاب والده في الجزائر وفي العالم الإسلامي أجمع، وشهادات أقلام أخرى لتنوير أجيال اليوم، فنحن في حاجة الى المزيد، من مثل هذه المذكرات التربوية الشيقة لرجال قدموا حياتهم لهذا الوطن المفدى، أمثال الإمام الإبراهيمي ليكافئ في الختام بالموت تحت الإقامة الجبرية وقد تبعه في ذلك مشايخ كثر.. الأمر الذي ترغب الأجيال اليوم ليس فقط إماطة الغبار عنه والتعرف عليه أكثر، ولا حتى ترجمة هذه الاعمال الى لغات أخرى حتى الإنكليزية والاسبانية، نهيك عن الفرنسية، بل إماطة اللثام عن هؤلاء الرجال الذين صاحبوا الامام و التفوا حوله وتتلمذوا عليه ورابطوا معه في خندق الدفاع عن ثوابت الأمة من لغة ودين و وحدة التراب الوطني، وهم كثر منهم الشيخ احمد سحنون و الشيخ العرباوي و الشيخ سلطاني و الشيخ مزهودي و الشيخ محمود بوزوزو .. نأمل أن يمن الله بالصحة والعافية لكي يتمكن الدكتور أحمد طالب ومن هم في سنه أو أقل، لتنوير أمة طال بالغدر ليلها حول هذه القامات التي رحلت مهضومة الحقوق ولا نعرف عليها الا اليسير من العموميات الذي (لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ ).. و الله يقول الحق و هو يهدي السبيل.

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version