مرَرتُ يومًا بقرية نائية،
تبدو قصتها فلسفية،
وهي في الحقيقة واقعية
أصحابها نائمون،
في ليلة سرمدية
وروّادها صامتون،
في حدود الجغرافية
يبدو بها اخضِرار النفوس،
وتبدو القلوب صافية
وهي تَحِنُّ لقطْعِ الرؤوس،
من أَجل عرش معاوية
تبدو هامِدةً على مُحَياهاَ،
وهي بركانٌ يُخمَد بفنّ الطقوس،
والحلول المثالية
اِسمَعْ مني اذَنْ حلّ القضية!
وانصتْ لحظةً إن كانت لديك نيّة
انفخْ في نفسِكَ ورقةً،
واكتُبْ عليها أُفٍّ مِن حكمِ الطاغية
وَضَعْ في أذُنَيْكَ حَلَقَةً،
كيْ لاَ تنسى أنَّات البشرية
وانهَضْ مِن حلمٍ احترق،
وسط ذئاب البرّية
لا تدعْ قلمكَ يُكسَر،
خوفًا مِن كثرةِ الغوغائية،
وفنّ العَبَث والحُجَجْ الواهية
لا تَرْضَ بأنْ تُداسَ كَلِماتُك،
تحت أقدام الهمجية
لا تخضعْ لبَطش السلطان،
القابِضِ على أرْواحِ الرعية
ولا تُصَلِّ خلفَ الإمام،
المُلتَحي بعصًا سحرية
لا تكتُبْ اسمكَ معهم،
في سِجِلّ الأحرُفِ الأبجدية،
ولا حتى في الخيال أو القصص الخرافية
ليستْ لديكَ شرعيةٌ تارِخية،
أو بَيْعٌ أو تجارةٌ في مقرّ اللجنة المركزية
لا تكتُبْ اسمَكَ معهم،
قد تُصابُ بالاحتواء،
أو الانطِواء أو بصدمةٍ نفسية
أنتَ بَريءٌ من فعلِ المحسوبية،
وعبء التاريخ وتزييف الوطنية
أنتَ بَريءٌ من الولاء،
والإملاء وانفصامِ الشخصية
طريقكَ يتنفّس نسمات الحرّية،
والأمل يموتُ ويحترق،
في كنفِ الأحلامِ الوردية
حمو بوداود
22 مارس 2013